Uncategorized

5 قرارات مالية غيّرت حياتي في العشرينات

5 قرارات مالية غيّرت حياتي في العشرينات

في العشرينات من عمري، كنت مليان طاقة وحماس. تخرّجت لتوي من الجامعة، اشتغلت في أول وظيفة، وجالي أول راتب… وكنت حاسس إن الحياة فتحت لي ذراعيها. زي أغلب الشباب، كنت فاكر إن التخطيط المالي ده حاجة للكبار في السن، مش لواحد لسه بيبدأ.

لكن المال، لو ما احترمتوش… هيختفي. ببساطة. ما بيستناش، وما بيغلطش. يدخل ويخرج من غير ما تحس، ويسيبك على الحديدة من غير ما يقولك حتى “سلام”.

اتعلمت من الغلطات. أحيانًا بالطريقة الصعبة. لكن خمس قرارات بسيطة فرقت معايا، وغيّرت مسار حياتي المالية بالكامل. لو أنت لسه في بداية العشرينات أو حتى منتصفها، فالمقال ده ليك.


تطبيق قاعدة 50/30/20

أول ما بدأت شغلي في 2016، كنت بستنى أول الشهر مش علشان أهداف جديدة… لكن علشان الراتب بينزل. أول حاجة عملتها؟ اشتريت موبايل جديد لماما وساعة لبابا. كنت فرحان جدًا بأول مرتب.

وبعدها… بدأت أغرق في الشراء. لابتوب جديد، جهاز Kindle علشان الكتب، جزمة جديدة علشان “عايز أبقى عدّاء” (النية كانت كويسة بس الجيم لسه بيستناني).

واحد من زمايلي الكبار وقتها لاحظ، ونصحني أراجع حساباتي. قالّي: “قسم دخلك كده علشان تقدر تكمّل”:

  • 50٪ من الراتب للضروريات: إيجار، أكل، لبس
  • 30٪ للترفيه والرغبات: خروج، سفر، أفلام
  • 20٪ على الأقل: لازم يتحوّش ويتحط في حساب منفصل

ومن يومها، بقيت أشتغل بحسابين بنكيين:

  • واحد للمعاملات اليومية
  • والتاني مخصص للتحويش، من غير بطاقة سحب أو أي وسيلة توصلني بيه!

الخطوة البسيطة دي خلتني أتحكّم في رغباتي، وأتجنّب القرارات العشوائية في الشراء.


بناء صندوق طوارئ

فاكر يوم واحد من زملائي اتفصل فجأة من شغله، واضطر يرجع يعيش مع أهله في بلدته. السبب؟ مكنش عنده ولا مليم متحوّش.

هو من محافظة بعيدة، والفرص هناك محدودة جدًا. لو كان عنده “صندوق طوارئ”، كان زمانه كمّل في المدينة أو حتى بدأ مشروع صغير.

أنا اتعلمت الدرس من بعيد… وبدأت أخصص 25٪ من مرتبي لصندوق الطوارئ. خلال سنة واحدة، قدرت أوصل لمبلغ يكفيني أعيش مرتاح لمدة 12 شهر قدّام.

القرار ده خلاني أقدر أسيب شغل مش بحبه، من غير ما أقلق على الإيجار أو الأكل أو الأساسيات.

الطوارئ مبتستأذنش. مش بتديك شهر إنذار قبل ما تحصل. فجأة تلاقي نفسك في موقف صعب. علشان كده، لازم تكون جاهز.

القاعدة الذهبية: صندوق الطوارئ لازم يغطي مصاريفك من 12 لـ 18 شهر.


فتح حساب استثمار (Demat)

لما جت جائحة كورونا، واتحبسنا في البيت، لقيت نفسي بقضي ساعات طويلة على يوتيوب. فجأة بقيت أشوف فيديوهات عن “انهيار السوق” و”البورصة بتموت” والكلام الكبير ده.

وقتها مكنتش فاهم حاجة عن السوق، وكانت عندي الفكرة الشائعة إن البورصة نوع من القمار. لكن بعد فترة، فتحت فيديو بالصدفة وبدأت أفهم. واللي فهمته خلاني أغيّر رأيي تمامًا.

اكتشفت إن الاستثمار في الأسهم هو فعلاً أسرع طريق لبناء الثروة، لو استخدمته صح.

عملت حساب Demat على تطبيق استثمار، وبدأت أستثمر شهريًا بمبالغ صغيرة. بس للأسف، دخلت السوق بعد ما كان ارتفع تاني بعد الانهيار. لو كنت دخلت بدري، كان زماني بكتب المقال ده من على MacBook Pro بدل اللابتوب التعبان ده.

دلوقتي؟ بقيت أطلب هدايا على شكل “أسهم” من الناس المقربين. مثلًا: سهم من شركة MRF… بدل هدية عادية.


قول “لا” للديون

عندي صاحب بيحب العربيات جدًا. أول ما اشتغل، عمل مقدم لعربية تمنها ضعف مرتبه السنوي.

خد 5 سنين علشان يخلّص أقساطها. وخلال الخمس سنين دول:

  • كان دايمًا بياخد سلف من أصحابه
  • ميقدرش يخرج أو يتفسّح علشان فلوسه كلها رايحة في القسط
  • كان متوتر دايمًا من مواعيد الدفع

الديون زي السلسلة اللي بتربطك. مهما كانت الفكرة مغرية، القيد اللي هيجي بعدها هيكلفك أكتر من المبلغ نفسه. وحتى صحتك النفسية هتتأثر.

قبل ما تاخد قرض، حتى لو بطاقة ائتمان، فكّر مرتين.

القاعدة: لو مش قادر تشتري الحاجة مرتين، متشتريهاش ولا مرة.


الاستثمار في تطوير الذات

ممكن الفلوس تكبر لوحدها في البورصة… بس لو نفسك فضلت واقفة مكانها، الفلوس مش هتكمل لوحدها.

التكنولوجيا بتمشي بسرعة، والشغل بيحتاج ناس مؤهلة. كنت عارف إني لازم أطور نفسي علشان أواكب الدنيا.

أول ما سبت شغلي، عملت الآتي:

  • اشتركت في منصة لتطوير مهارات التحدث أمام الجمهور
  • بدأت كورسات أونلاين وأنهيتها فعلًا
  • اشتريت كتب كتير وقرأتهم بتركيز

اللي حصل؟ قدرت أغيّر مجال شغلي تمامًا، وأدخل حاجة أنا بحبها. المهارات اللي اكتسبتها من الكورسات والقراءة، خصوصًا في التواصل، فتحت لي أبواب جديدة.

كنت ممكن أصرف الفلوس دي على لبس أو سفر أو خروجات. لكن اخترت أستثمرها في نفسي. ودي كانت من أذكى القرارات اللي خدتُها.


القرار الذكي يصنع فرق العمر

القرارات المالية الذكية مش أحلام وردية ولا خطط معقدة. هي خطوات صغيرة، ورا بعض، تبني واقع مختلف.

زي لعبة “من سيربح المليون”… كل اختيار بيدخلك على سؤال أصعب، لكن كمان بيقرّبك من الجائزة.

كل قرار بتاخده في العشرينات، بيأثر على الثلاثينات والأربعينات. لو خدت قرارات صح… مستقبلك هيكون مختلف جدًا عن اللي حواليك.


خلاصة: خططك تبدأ بكوب قهوة

مش لازم تبدأ بخطوة كبيرة. ممكن تبدأ بإلغاء مشروب قهوة غالي كل يوم، وتحويش الفرق. الفكرة مش في المبلغ… الفكرة إنك تاخد القرار.

ابدأ النهاردة. فكّر في مصروفك، راجع اختياراتك، وابدأ تحوّش. خططك المستقبلية محتاجة إنك تبص لقدّام، حتى لو خطوة بسيطة كل يوم.

مستقبلك المالي… بيتبني من دلوقتي.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى