
الإبداع مش رفاهية، ولا مجرد هواية بتملأ وقت الفراغ. هو حالة داخلية بتملى روحك، بتخليك تحس إنك حي. الإبداع بيكسر الروتين، وبيفتح لك باب جديد لفهم نفسك والعالم حواليك. بس ساعات بنحس إننا “محلك سر”… مفيش جديد، مفيش شغف.
لو حاسس إنك وصلت للمرحلة دي، المقال ده ليك.
فيه خمس خطوات حقيقية، مررت بيها بنفسي، هتساعدك تفجّر إبداعك من جديد.
🎨 أولًا: استهلك فن جيد… كتير
قبل ما تبقى صانع فن، لازم تكون مستهلك واعي للفن. يعني ببساطة: اقرا، اسمع، اتفرج، وشوف اللي سبقوك عملوا إيه.
أنا شخصيًا كنت مستمع لسلسلة “اسرق كأنك فنان” للمؤلف أوستن كليون، واللي غيرت نظرتي للفن تمامًا.
الرسالة الأساسية؟ مفيش حاجة جديدة تحت الشمس، لكن دايمًا في طريقة جديدة نعرض بيها الأفكار القديمة.
“كن فضوليًا. ابحث. غُص في الأعماق. هتسبق الكل.”
― أوستن كليون
الفكرة مش سرقة بمعناها السلبي، لكن اقتباس وتعلُّم من عبقرية الآخرين. شوف إيه اللي لمسك، إيه اللي خلاك تتأثر فعلًا، وابدأ من هناك.
ونصيحة مهمة:
احتفظ بكل حاجة حلوة قابلتها، سواء في ملاحظات على موبايلك، Google Doc، أو دفتر صغير… اعمل لنفسك “كتاب أفكار مسروقة”.
📐 ثانيًا: جرّب تنوّع في الأساليب والأنواع
كنت فاكر نفسي كاتب وبس. أخويا بيرسم، التاني بيعزف، وأنا بكتب. كأن كل واحد فينا محبوس في قالب.
بس لما بدأت أجرّب الرسم، وافتكرت أيام الارتجال المسرحي، اكتشفت إن الإبداع ملوش حدود.
الكتابة فتحت لي أبواب التمثيل، التصوير، المسرح، وحتى الموسيقى.
المهارة الحقيقية مش في النوع، بل في الفكرة.
لو عندك فضول، إحساس، ونظرة فنية… تقدر تطبّقهم في أي مجال.
جرب حاجة جديدة. ارسم حتى لو مش فنان. غنّي حتى لو صوتك مش مثالي. الصور الجديدة دي هتنعكس على مجالك الأساسي وتغذّيه.
🔎 ثالثًا: درّب عينك على التفاصيل
الفرق بين فن عادي وفن عبقري؟ التفاصيل الصغيرة.
ناس كتير بتشوف لوحة أو فيلم، وتحكم من أول نظرة. لكن اللي فاهم فن… بيركّز.
ممكن تبص على زاوية كاميرا في فيلم، تعبير وجه في لحظة معينة، ترتيب كلمة في جملة… وتكتشف عبقرية خفية.
مرة كنت بتفرج على إعلان مؤثر لمنظمة تطوعية. لقطة بسيطة: طفلة بتبص لفوق، والكاميرا بتظهر المتطوعة من زاوية منخفضة، كأنها بطلة خارقة. الرسالة وصلت من غير ولا كلمة.
كل تفصيلة مقصودة. كل حركة بتوصل إحساس.
درب نفسك تبص حواليك وتقول:
“ليه المخرج اختار الزاوية دي؟ ليه الرسام حط اللون ده هنا؟”
لما تفهم السبب… تقدر تطبّقه في شغلك.
👩🏽💻 رابعًا: اجبر نفسك على الإنتاج
الإبداع مش دايمًا بييجي بسهولة. في أيام مملة، واللي بيُسمى “جفاف إبداعي” ده بيحصل لكل الناس.
بس السر؟
اشتغل حتى لما مافيش نفس.
ما تستناش “المزاج”. الإلهام بييجي وإنت شغّال، مش قبل كده.
“الإلهام بييجي وقت الشغل.”
― هنري ماتيس
الاستمرارية هي مفتاح الإبداع الحقيقي. حتى لو اليوم ما كتبتش أحسن حاجة، انت بتبني عضلة إبداعك.
ممكن اللي كتبته النهارده يبقى الأساس لتحفة بكرة.
ممكن المشروع اللي بدأته ومللت منه، يتحول لفيلم أو رواية عظيمة.
اعمل حاجة كل يوم، حتى لو بسيطة، وماتستسلمش أبدًا.
🌍 خامسًا: وسّع فهمك للعالم
الإبداع مش بس إنك تستهلك فن كويس، لكن تستهلك فن من عوالم مختلفة.
اقرا كتب من ثقافات غيرك.
اتفرج على أفلام بلغات ما تعرفهاش.
اسمع مزيكا من بلاد عمرك ما زُرتها.
“ارتكب أخطاء رائعة، غيّر العالم بوجودك فيه.”
― نيل جايمان
ده مش بس بيعلّي ذوقك، ده بيوسّع مداركك.
لما تتعرّض لأفكار، مشاعر، وخبرات غيرك… هتبدأ تشوف الحياة من زوايا جديدة، وده هينعكس في فنك.
جرب تشوف فيلم وثائقي عن مكان بعيد.
اقرا رواية من أفريقيا.
اتكلم مع ناس من خلفيات مختلفة.
الإبداع مش بس نابع من “أنت”، بل من اللي حواليك كمان.
كلمة أخيرة…
لو إنت فنان، كاتب، رسام، أو حتى مجرد شخص بيحب يبدع… فاعرف إن الإبداع رحلة.
فيها أيام نار، وأيام برود.
بس المهم… إنك تكمّل.
ابدأ من أي نقطة.
خلي الخمس خطوات دي مرجعك، وحاول تطبّقها واحدة واحدة.
والأهم؟
ابدأ النهاردة.