الطريقة الوحيدة للاستمرار في السعي وراء أحلامك حتى لو لم ترَ نتائج
الطريقة الوحيدة للاستمرار في السعي وراء أحلامك حتى لو لم ترَ نتائج

الطريقة الوحيدة للاستمرار في السعي وراء أحلامك حتى لو لم ترَ نتائج
العالم مهووس بإعطاء النصائح حول النجاح، ودائمًا ما تتكرر نصيحة واحدة بين كل الكلام المنمق: اعمل بجد.
دائمًا ما تسمع اقتباسات مثل:
«اعمل في صمت، ودع نجاحك هو من يتحدث.»
لكن ماذا لو كنت تعمل في صمت منذ سنوات، ولا يوجد نجاح يُحدث أي ضجيج؟
«لا شيء سينجح ما لم تنجح أنت.»
لكن ماذا لو كنت تعمل باستمرار، ومع ذلك لا يتحرك شيء؟ لا تقدم. لا مال. لا شهرة. لا إجازة في إسبانيا لتحتفل بها. فقط التعب، والوحدة، والكثير من التساؤلات.
ماذا بعد العمل الشاق بلا نتيجة؟
الكتب التحفيزية ومؤثرو التنمية الذاتية يكررون نفس العبارات: اعمل أكثر. تغلب على كسلِك. برهن للعالم أنك قادر. لكنهم لا يتحدثون أبدًا عن الفراغ الذي تشعر به عندما تعمل لأشهر أو سنوات بلا أي عائد حقيقي.
لا يتحدثون عن اللحظة التي تنظر فيها للخلف وتتساءل: “هل كنت مخطئًا؟ هل أضعت وقتي؟ هل تخلّيت عن أشياء كثيرة من أجل لا شيء؟ هل كنت ساذجًا لأني وثقت في حلمي؟”
وتبدأ الأفكار تنهشك:
- ربما لم أعمل بجد كفاية.
- ربما بدأت متأخرًا.
- ربما لست جيدًا بما فيه الكفاية.
ثم تتحول تلك الأحلام التي كانت تشعل قلبك، إلى أشباح تطاردك. الحماس يتحول إلى إنهاك. الحلم يصبح عبئًا. والفعل يتحول إلى واجب مرهق.
تبدأ بمقارنة نفسك بالآخرين: “لماذا نجحوا وأنا لا؟” وتدخل في حلقة لا نهائية من جلد الذات، وقائمة مهام لا تنتهي، تظن أنها الطريق للنجاح.
طريق آخر: كيف لا تحترق داخليًا؟
سؤال صريح ومؤلم: ماذا لو لم تصل أبدًا؟
ماذا لو لم يتحقق حلمك، رغم كل العمل الجاد؟
الحقيقة أن كثيرًا من الناس لا يحبون ما يفعلونه، بل يحبون فقط الوعد الذي ينتظرهم بعد النجاح. نحن غالبًا لا نحب الطريق، بل نحب الصورة اللامعة في النهاية.
وبالتالي، عندما لا تتحقق تلك الصورة، نشعر بالخذلان. لأننا لم نكن نعيش في الواقع أصلًا، بل كنا نركض نحو خيال.
لكن هناك من يكسر هذه القاعدة.
مثال بسيط: يوتيوبر بـ 1.8 ألف مشترك فقط
وجدت قناة لفتاة تنشر فيديوهاتها منذ ثلاث سنوات. ليست منتظمة جدًا، لكنها تملك 36 فيديو. مشاهداتها لا تتعدى 200 مشاهدة في معظم المقاطع. ومع ذلك، عندما شاهدت أحد فيديوهاتها، شعرت بالسعادة. كانت مبتهجة، حقيقية، مرتاحة.
ربما هي لا تهتم إذا وصلت إلى الشهرة أو لا. ربما تنشر فقط لأنها تحب التوثيق، وتحب ما تصنع. ومن هنا تأتي قوة الاستمرارية.
ليست كل الطرق تقود إلى مليون متابع. لكن بعض الطرق تقودك إلى نفسك.
هل تحب حلمك، أم تحب ما تظن أنه سيمنحك؟
اسأل نفسك:
- هل سأستمر حتى لو لم أصل؟
- هل سأستمتع بالعمل حتى لو لم أُكافأ عليه؟
- هل ما أفعله ممتع، أم مجرد وسيلة لتحقيق شيء آخر؟
لو كان جوابك نعم، فأنت على الطريق الصحيح.
انظر إلى بعض الكتّاب العظماء. لم تُقدّر أعمالهم إلا بعد وفاتهم بسنوات. لكنهم كتبوا لأنهم يحبون الكتابة. لأن الكلمات تعني لهم شيئًا. لأنهم يجدون المتعة في التعبير.
أنا نفسي لا أعرف إن كان هذا المقال سيصل إلى أحد، وربما لن يقرأه أحد أصلًا. ومع ذلك، أكتبه لأني أستمتع بالكتابة. الفرح يكمن في الخَلْق، لا في انتظار النتيجة.
اصنع هدفًا جديدًا: استمتع بما تفعل
إذا شعرت أنك لا تستطيع الاستمرار إلا إذا تحقق الحلم، فربما أنت لا تحب الحلم، بل تحب المكافأة.
لكن إذا شعرت ولو للحظة بالسعادة أثناء العمل، فربما أنت تحب الخلق نفسه.
نصيحتي لك؟ لا تعمل بجهد، بل اعمل بمتعة. اجعل حلمك تذكيرًا بمن تريد أن تكون، لكن لا تجعله سجنًا زمنيًا.
ابنِ نظامك الخاص. تجاهل قواعد الآخرين. اعمل على طريقتك. اسأل نفسك: “كيف أقدّم أفضل ما لدي دون أن أدمّر نفسي؟”
عندما تتخلى عن الهوس بالوقت، ستدرك أنك لست مضطرًا لإنجاز كل شيء في عامين. ستتوقف عن “الوصول”، وتركز على “الخلق”. وستشعر بالامتنان لأنك تفعل ما تحب كل يوم.
وهنا، تجد حريتك.
وهنا، تستطيع الاستمرار حتى دون نتائج.
الختام: نحن هنا لنخلق، لا لنصل
لسنا في هذه الحياة لنجمع المال، أو نخبر قصص نجاح لنبهر الآخرين.
نحن هنا لنجد البهجة. لنصنع شيئًا لنا. لنخلق شيئًا نفخر به. سواء كان فنًا، أو عائلة، أو أي شيء آخر يجعلك تبتسم.
دع “الخلق” هو مكافأتك.